الأستاذ حسن ساباز: غزة بعد حماس
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن غزة اليوم تمثل حماس بالكامل، التي باتت رمزًا للكرامة الفلسطينية وليس مجرد فصيل مقاوم، وأن كل محاولات تهميشها أو تبرير الإبادة فشلت في تقويض حضورها وشرعيتها.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
من بين أبرز شروط الهدنة التي جرى التوصل إليها بشأن غزة، جاء شرط تشكيل حكومة تكنوقراط لا تضم في داخلها حركة حماس.
ورغم أن الحركة أعلنت مرارًا موافقتها على هذا الشرط، فإن الاحتلال الصهيوني وحلفاءه في الغرب قدّموا الأمر أمام الرأي العام على أنه إيذان بنهاية حماس، وكأن الحركة ستختفي من المشهد السياسي الفلسطيني.
لكن الوقائع أثبتت عكس ذلك، ففي ملف السلاح، أكدت حماس أنها ستسلم الأسلحة الثقيلة إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة المزمع تشكيلها، غير أنها شددت في الوقت ذاته على أن التخلي عن أسلحة الدفاع عن النفس أمر غير وارد إطلاقًا.
ولعل المفارقة أن المستوطنين الإرهابيين الذين يتجولون في الأراضي المحتلة بزيّ مدني يمتلكون أسلحة أكثر عددًا ونوعية مما لدى مقاتلي حماس أنفسهم.
ومع ذلك، يواصل الصهاينة وحلفاؤهم من الأنظمة الإمبريالية تجاهل الحقيقة الأعمق:
أن غزة اليوم هي حماس، بل إن فلسطين كلها أصبحت حماس.
فمهما تضاعف الدعم المالي لبعض الأنظمة الخليجية للسلطة الفلسطينية، ومهما تدفّق الدعم العسكري من المنظومة الصهيونية، فقد بات من الواضح أن محمود عباس ومن معه فقدوا أي حضور حقيقي أو شرعية سياسية، لا في الحاضر الفلسطيني ولا في مستقبله.
لقد أثبتت التجربة أن حماس ليست مجرد تنظيم سياسي أو فصيل مقاوم، بل هي حالة وطنية وروحية ومجتمعية جامعة، نشأت في رحم الاحتلال لتكون عنوانًا للكرامة والمقاومة، ووجدت نفسها في مواجهة كل أطراف الإمبريالية العالمية في آنٍ واحد.
وفي قضية الأسرى، كانت الحركة واضحة في موقفها:
فقد طالبت بأن يشمل التبادل جميع الأسرى الفلسطينيين دون تمييز سياسي أو فصائلي، مقابل الأسرى الصهاينة لديها.
ولو كانت الدول الضامنة أكثر جدية في موقفها، لأصرت حماس على إدراج اسمي مروان البرغوثي وأحمد سعدات ضمن الصفقة.
لكن ذلك لم يحدث، رغم أن كليهما وأنصارهما لا يشكون في صدق نوايا حماس تجاه هذه القضية.
أما في العالم، فقد بدأ الوعي الإنساني يدرك حقيقة ما جرى.
فقد تهاوت الادعاءات التي كانت تقول إن "هجوم حماس في 7 أكتوبر استهدف مدنيين"، بعدما أثبتت الأدلة أن قوات الاحتلال الصهيوني هي التي قتلت أولئك المدنيين خلال مواجهات الفوضى التي سببتها هي نفسها.
وذهب البعض إلى الزعم بأن موقف اليسار العالمي الرافض للإبادة في غزة نابع من تضامن مع اليسار الفلسطيني، لكن هذا الادعاء لا أساس له.
والأدق أن تلك المواقف كانت دفاعًا عن العدالة والكرامة الإنسانية أكثر منها اصطفافًا أيديولوجيًا.
ولعلّ المثال الأوضح هو ما قالته كاثرين كونولي، رئيسة جمهورية إيرلندا المنتخبة بأغلبية ساحقة، وهي سياسية يسارية التوجه:
"لم يبدأ التاريخ في 7 أكتوبر. من المهم تذكير العالم بجرائم النظام الإسرائيلي السابقة. لا يحق للدول الغربية أن تتحدث عن حماس، فهي جزء من نسيج الشعب الفلسطيني. إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية."
كلمات كونولي لامست جوهر الحقيقة التي يتجاهلها كثيرون:
أن الضمير الإنساني حين يكون حيًا لا يحتاج إلى تبرير لمناهضة الظلم، وأن حماس، بما تمثله من مقاومة، هي تجسيد حيٌّ للكرامة الفلسطينية.
لكن في المقابل، يبرز مشهد آخر مؤسف، يتمثل في بعض أوساط اليسار التركي التي ظلت صامتة لسنوات أمام الإبادة، ثم خرجت مؤخرًا إلى الشوارع تحت تأثير الحركات العالمية، رافعة شعارًا مزدوجًا:
"نحن مع فلسطين، لكن ضد حماس."
هؤلاءيفتقرون إلى الضمير وإلى القيم الإنسانية، إذ إن عداءهم لكل ما هو إسلامي قد أفقدهم القدرة حتى على رفض الإبادة الجماعية.
في هذا السياق، جاءت كلمات خليل الحية، رئيس وفد حماس المفاوض، لتضع الأمور في نصابها الصحيح:
"السابع من أكتوبر هو النتيجة الطبيعية لسياسة احتلال استمرت 77 عامًا، رغم معاناة شعبنا وشهدائنا وأسرانا، فقد نقل هذا اليوم القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة وكشف الوجه الحقيقي للاحتلال."
وهكذا فإن 7 أكتوبر لم يكن مجرد حدثاً عسكرياً، بل منعطفًا تاريخيًا غيّر شكل الصراع وأعاد تعريف المشهد الفلسطيني.
لقد جعل من حماس عنوانًا لفلسطين كلها، ومن غزة مرآةً تعكس وعي أمة بأكملها.
كما كشف الوجه الحقيقي للاحتلال، لكنه لم يفضح الصهاينة وحدهم؛ بل فضح أيضًا العنصريين الأتراك الكماليين والأكراد والعرب الذين هرعوا إلى تبرير الجريمة بذرائع قومية أو تاريخية فارغة.
فبينما كانت الإبادة تجري على الهواء، انبرى بعضهم للقول:
"وماذا عن حقوق الأكراد"؟،
"وماذا عن تركستان الشرقية"؟
"ألم يبع الفلسطينيون أرضهم"؟
في محاولة لتطبيع الجريمة وتبرير القاتل.
لكن التاريخ لا يرحم.
لقد حاولوا تشويه المقاومة الإسلامية، إلا أنهم لم يحصدوا سوى الخزي والعار.
أما حماس، فقد خرجت من تحت الركام أكثر حضورًا وشرعيةً من أي وقت مضى، لأنها ببساطة صارت فلسطين ذاتها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يشير الأستاذ حسن ساباز إلى أن فشل مفاوضات وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان وتصرفات الحكومة الباكستانية يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي، كما يحذر من أن استهداف الإمارة الإسلامية الأفغانية قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الداخلية وتهديد وحدة باكستان الوطنية.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الزلازل تستلزم اتخاذ الاحتياطات والبناء الآمن مع التوكل على الله لحماية الأرواح، مشددًا في الوقت نفسه على تعزيز البنية التحتية وشبكات الاتصال لضمان الاستعداد الكامل لأي كارثة مستقبلية.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، السودان يعيش اليوم مأساةً جديدة تعصف بمدنه وأهله، حيث تحوّلت دارفور والفاشر إلى ساحة دمٍ ودمارٍ على يد ميليشيات الدعم السريع، وسط صمتٍ دولي يثير القلق، وحذر من أن ما يجري ليس مجرد صراعٍ على السلطة، بل انهيارٌ إنسانيٌّ شامل يهدّد بانقسام السودان وتمزيق نسيجه الوطني.